الإيمان بالملائكة عليهم السلام2
2- حقيقة الملائكة:
الملائكة عليهم السلام عالم خلقه الله من نور، لهم قدرة على التمثل بأمثال الأشياء بإذن الله تعالى، لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجانُّ من مارج(1) من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم(2) " رواه مسلم.
فالملائكة نوع من خلق الله تعالى مغاير لنوع الإنس والجن فالإنس والجن يتناسلون ويتناكحون ويوصفون بذكورة وأنوثة بخلاف الملائكة عليهم السلام لا يتناسلون ولا يتناكحون ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.
قال الله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف: 19].
______________________
(1) لهب صاف لا دخان فيه.
(2) أي كما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز في مواضع متعددة : بأنه من تراب وماء أي طين قال تعالى: {وبدأ خلق الإنسان من طين} [السجدة : 7] بأنه من طين لازب أي يلتزق بعضه ببعض أي : طين مستقر على حالة من الاعتدال ليصلح لقبول التصوير قال تعالى: {إنا خلقناهم من طين لازب} [صافات: 11] وبأنه من صلصال أي طين يابس كالفخار من حمأ مسنون، أي طين أسود مصوَّر صورة إنسان أجوف، قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون}[الحجر: 26] وبأنه قد نفخ فيه الروح قال الله تعالى: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقوا له ساجدين} [الحجر: 29].