Abou Haitham
هذه قصيده رائعه كتبها د. عبد الرحمن عشماوي
مـن نبـع هديـك تسـتقــى الأنـوار...والـى ضيائـك تنتـمـى الأقـمـار
رب العبـاد حبـاك أعظـم نعـمـة...ديـنـا يــعـز بــعــــزه الأخـيــار
حفظت بـك أخـلاق بعـد ضياعهـا...وتسامقـت فـى روضها الأشجار
وبعثـت للثقلـيـن بــعـثـة ســيـد...صدقـت بــه وبــديـنـــه الأخـبـار
أصغت اليـك الجـن وانبهـرت بمـا...تتلـو وعـم قلوبـهـا استبـشـار
يا خير من وطئ الثرى وتشرفـت... بمثـيـره الكثـبان والأحـجــار
يامن تتـوق الـى محاسـن وجهـه...شمـس ويفـرح أن يـراه نـهـار
بأبـى أنـت وأمـي حيـن تشرفـت...بـك هجـرة وتـــشـرف الأنـصـار
نشـأت مدرسـة النبـوة فاستقى...مـن علمـهـا ويقــــينـهـا لأبــرار
هـى للعلـوم قديمـهـا وحديثـهـا...ولمنهـج الديـن الــحنـيـف مـنـار
لله درك مــرشــدا ومـعـلـمـا...شرفـت بــه و بعــلـــمـــــه الآثــار
ربيـت فيهـا مـن رجالـك ثـلـة...بالحـق طافـوا فـى البـلاد وداروا
قـوم اذا دعـت المطامـع أغلـقـوا...فمها وان دعـت المكـارم طـاروا
وان واجهـوا ظلمـا رمـوه بعدلهـم...واذا رأوا ليـل الـضـلال أناروا
قـد كنـت قرآنـا يسيـر أمامـهـم ...وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفـكـار
عمروا القلوب كما عمرت فما مضوا...الا وأفـئـدة الـعـبـاد عـمــار
لو أطلـق الكـون الفسيـح لسانـه...لسـرت اليـك بمـدحـه الأشـعـار
لو قيل : من خير العبـاد ،لـرددت...أصوات من سمعوا هـو المختار
لم لا تكون وأنـت أفضـل مرسـل...وأعز من رسموا الطريق وساروا
ما أنـت الا الشمـس يمـلأ نورهـا...آفاقنـا ، مهـمـا أثـيـر غـبـار
مـا أنـت الا أحمـد المحمـود فـى...كـل الأمـور ، بـذاك يشهـد غـار
يا خير من صلى وصام وخيـر... مـنقاد الحجيـج وخيـر مـن يستشـار
سقطـت مكانـة شاتـم ، وجـزاؤه...ان لـم يتـب ممـا جـنـاه الـنـار
لكأنـى بخـطـاه تـأكـل بعضـهـا...وهنـا ، وقـد ثقلـت بــه الأوزار
مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر...بـل منـه نالـت ذلــة وصـغـار
حلقت فـى الأفـق البعيـد فـلا يـد...وصلـت اليـك ، ولا فـم مـهـذار
وسكنت فى الفردوس سكنى من بـه...وبـديـنـه يتـكـفـل الـقـهـار
أعـلاك ربــك هـمـة ومكـانـة...فلـك السمـو وللحـسـود بــوار
انـا ليؤلمنـا تطـاول كـل كـافـر...مـلأت مشـارب نفـسـه الأقــذار
ويزيـدنـا ألـمـا تـخـاذل أمــة...يشكو من انحدارها غثائهـا المليـار
وقفت على باب الخضـوع ، أمامهـا...وهــن القلوب،وخلفـهـا الكـفـار
يـا ليتهـا صانـت محـارم دارهـا...مـن قبـل أن يتحـرك الاعـصـار
يا خير من وطئ الثرى فى عصرنـا...جيـش الرذيلـة والهـوى جــرار
فى عصرنا احتدم المحيط ولـم يـزل...متخبطـا فــى مـوجـة البـحـار
جمحت عقول الناس ،طاش بها الهوى...ومـن الهـوى تسربـت الأخطار
أنت البشيـر لهـم وأنـت نذيرهـم...نعـم البـشـارة مـنـك والانــذار
لكنهـم بهـوى النفـوس تشـربـوا...فأصابهـم غبـش الظنـون وحـاروا
صبغوا الحضارة بالرذيلـة ، فالتقـى...بالذئـب فيهـا الثعـلـب المـكـار
ما (دنمرك)القوم ومـا (نرويجهـم)؟...يصغـى الرعـاة وتفهـم الأبـقـار
ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم...حتـى تمـادى الشـر والأشــرار
عجبـا لهـذا الحقـد يجـرى مثلمـا...يجرى(صديد) فى القلـوب،و( قـار)
يا عصر إلحاد العقـول،لقـد جـرى...بـك فـى طريـق الموبقـات قطـار
قربـت خطـاك مـن النهاية،فانتبـه...فلربـمـا تتـحـطـم عليكم الأســـوار
انـى أقـول ، وللـدمـوع حكـايـة...عـن مثلهـا تتـحـدث الأمـصـار:
انــا لنعـلـم أن قــدر نبـيـنـا...أسمـى ، وأن الشانئـيـن صـغـار
لكـنـه ألــم المـحـب يـزيــده...شرفـا ،وفيـه لمـن يحـب فخـار
يشقى غفـاة القـوم مـوت قلوبهـم...ويـذوق طعـم الـراحـة الأغـيـار